القاهرة ـ ينحاز الكاتب د. صديق الحكيم في مجموعته القصصية الثانية "وادي القمر" إلى البشر من البسطاء، وهو يرصد آلامهم وأوجاعهم، يكتب ويصور إشكاليات الحياة مع أوجاع الناس البسطاء المهمشين الذين يعيشون على هامش الحياة، وجاءت اللغة عميقة وبسيطة وجاء السرد سلسًا لا تعقيد فيه ولا غموض.
نجح الكاتب في اختيار شخوص قصصه من واقع الحياة المعيش، وجاء السرد بلغة سهلة وموحية تتناسب مع حياة الناس البسطاء مع قدرة متميزة على التقاط مواقف قصصية من الواقع، كأننا نشاهد بعض حياتنا من خلال قراءة هذه القصص مع إشارات موحية للموقف القصصي الذي اختاره الكاتب بعناية وإشارات موحية ولغة دالة ذات إشارات عميقة وموجعة ومؤثرة في حياة شخوص هذه النصوص المتميزة.
وهكذا نجح الكاتب بلغته العذبة الراصدة والآسرة أن يغوص داخل دروب النفس البشرية، ويكشف ويُعبّر ويقترب بلغة الحوار الداخلي (المونولوج) من عوالم الإنسان الداخلية في التعبير عمّا تعانيه هذه الشخوص من طموحات وخيبات متتالية، في تعرية هذه الشخوص وجعلها في مواجهة حقيقية مع الواقع المأزوم.
صدرت "وادي القمر" عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة وجاءت في 96 صفحة من القطع المتوسط، ولوحة الغلاف للفنان أحمد طه، ويحوى الكتاب إحدى عشرة قصة هي: الحب الأعمى، عذراء ماليزيا، الهرم الأزرق، شاي بفتلة، الحريق، شهيد عند المصب، وادي القمر، بنت الجيران، درب الأربعين، القميص الأحمر، أم قويق.
يذكر أن القاص د. صديق الحكيم خريج كلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة دفعة 2002، وحاز ماجستير إدارة الجودة الطبية 2009 من جامعة الإسكندرية، ثم عمل بوزارة الصحة المصرية لمدة ثمان سنوات متدرجا من طبيب أسرة بالريف المصري لمدة ثلاث سنوات ثم نائب بقسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى القبارى بالإسكندرية لمدة ثلاث سنوات، ثم أخصائي جودة طبية بمديرية الصحة بالبحيرة، ويعمل حاليا بمستشفى السلامة بالخُبر بالمملكة العربية السعودية، وقد بدأ كتابة القصة القصيرة منذ السنة الأولى بكلية الطب عام 1994، واستمر في الكتابة لمدة خمسة عشر عاما حتى بدأ النشر في المواقع الالكترونية مثل موقع نادي القصة المصري وموقع ديوان العرب، و نشر قصصه بالصحف والمجلات المصرية والعربية.
وقد صدرت مجموعته القصصية الأولى "تفاحة آدم" عن دار سندباد للنشر بالقاهرة 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق