الأربعاء، سبتمبر ٢١

التغريدة (25) الغالب والمغلوب

في العام 1994 وفدت إلي القاهرة لأول مرة  في حياتي لألتحق بكلية الطب وكانت المشكلة الأساسية للوافدين أمثالي من قري الوجه البحري هي مشكلة السكن وبعد بحث حثيث وجهد جهيد عثرت علي سكن متواضع في الجمالية قرب مسجد الحسين وكنا نعبر إلي الجامع الأزهر من النفق الواصل بين أشهر مسجدين وكنت أحيانا أذهب إلي الغورية وهي شارع شهير لبيع الملابس والأدوات المنزلية والتحف وهدايا السياح المتواجدين بكثرةفي هذه المنطقة وفي النصف الثاني من العام الدراسي الأول انتقلت للسكن بشارع كافور بالحلمية وكنا نمر بشارع سليم الأول ذهابا وإيابا وهكذا انتقلت من الغورية نسبة إلي الغوري إلي الحلمية 
يالها من مصادفة عجيبة سليم الأول والغوري الغالب والمغلوب في معركة مرج دابق التي وقعت في مثل هذا اليوم 24أغسطس 1516 أي مايقرب من خمسة قرون دارت رحي معركة مرج دابق بين العثمانيين والمماليك قرب حلب في سوريا، قاد العثمانيين سليم الأول وقاد المماليك قانصوه الغوري. تمزق جيش المماليك بسبب الخلافات الداخلية. ساءت العلاقة بين العثمانيين والمماليك، وفشلت محاولات الغوري في عقد الصلح مع السلطان العثماني "سليم الأول" وإبرام المعاهدة للسلام، فاحتكما إلى السيف، والتقى الفريقان عند "مرج دابق" سرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلا، فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم، وضاع في زحام المعركة وفوضى الهزيمة والفرار، نداء الغوري وصيحته في جنوده بالثبات والصمود وسقط عن فرسه جثة هامدة من هول الهزيمة، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأن يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام وأن يضم المدن واحدة بعد أخرى، بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال
وهذا جانب من عظمة مصر خلدت ذكري الغالب ولم تنسي المغلوب

ليست هناك تعليقات: