الأربعاء، أكتوبر ٥

التغريدة (27) ماذا تقول لربك غدا؟












سؤال أسأله لنفسي وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي وسؤال أسأله لكل مسئول في بلادي ، سؤال طالما أرعد قلوب المخبتين، واقشعرت منه جوارح الصالحين وإن حياة تسير جوابا لهذا السؤال لحياة فاضلة ملئها نعيما له لذة لا تدانيها لذة،
سأل أمير المؤمنين عمربن الخطاب نفسه هذا السؤال وجعل حياته بحثا  عن جوابه وتبعه في ذلك كثيرمن الأولين وقليل من الأخرين وكان منهم هذا المواطن المصري الذي قال لنظام مبارك كلمة الحق في عنفوان سطوته  قبل ثورة يناير 2011 فناله من عصا مبارك ماناله لكنها كانت مثل النار التي تجلي الذهب فيصبح أكثر لمعانا وتألقا
إنه يحيى حسين عبدالهادى الذي التحق بالكلية الفنية العسكرية وتخرج فيها ضابطا مهندسا بامتياز عام 1977وبعد 15 سنة التحق بأول وظيفة مدنية فى معهد إعداد القادة ومنها ترقى فى المناصب حتى عين عضوا منتدبا لشركة بنزايون عدس ريفولى التى كانت من أشهر متاجر مصر قبل أن تضم للقطاع العام وبهذه الصفة عين فى 2005 عضوا فى اللجنة التى كانت مكلفة بتقييم شركة عمر أفندى تمهيدا لبيعها على وجه الاستعجال الأمر الذي جعله يخرج عن صمته ويعلن الحرب علي من يبيع مصر بثمن بخس فكان أول ما فعله بعد كارثة بيع عمر أفندى أنه شكل جماعة انضم لها كثيرون فيما بعد باسم «لا لبيع مصر»، وأصبح عضوا بارزا يتصدر اسمه معظم الجماعات الوطنية المستقلة، وإن كنت لا تراه فى مؤتمر إلا جالسا فى أواخر الصفوف. يردد ماأبدعه  شاعر تركيا العظيم ناظم حكمت. «إذا لم تحترق أنت، إذا لم أحترق أنا، إذا لم نحترق نحن، فمن أين يأتى الضياء؟».. لو لم تكن لدى يحيى حسين تلك الثقافة الواسعة وذلك الإيمان العميق لما كانت لديه كل تلك الصلابة وذلك الهدوء الربانى..
وفي ليلة تقديمه لبلاغ النيابة العامة نادى زوجته.. دائما ما يقول إنها «سيدة صالحة تعيننى على طاعة الله».. نادى أولاده أيضا وأبلغهم أنه قرر ألا يكتم الشهادة، وأنه مقبل فى الغد على أمر قد يحرمهم مما ينعمون به من رفاه.. اذهب يا أبتاه، قالوا جميعا.. محمد خبير نظم المعلومات، وندا خريجة الاقتصاد، وآخر العنقود مريم الطالبة فى الثالثة إعدادى، والتى ربما كانت الأكثر حماسا.. لم يندم واحد منهم حتى اليوم، ولا ندم هو رغم أن أحدا لم يرد له اعتباره، حقه فى أن يقدم له اعتذار وحقه أن يقوم بعمل، بعد أن تفجرت فضيحة عمر أفندى.
فى كل الأحوال فإن أحدا لم يطلب ليحيى حسين تكريما ولا وساما..فكلنا يعرف لمن ذهبت الأوسمة والجوائز؟!.. كل ما نطلبه رد الاعتبار لهذا المواطن الشريف. ولعل أكبر تكريم لقيه يحيي بعد الثورة هو إلغاء صفقة عمر أفندي وعودتها لأحضان الدولة المصرية
تحية ليحيي حسين وأمثاله من أبناء الوطن الشرفاء الذين قالوا كلمة الحق في وجه السلطان الجائر