كسب الخصومكان فؤاد الخطيب وزيراً لخارجية شريف مكة، الملك علي بن الحسين، فأرسله لمفاوضة السلطان عبد العزيز أثناء حصار جدة سنة 1343هـ (1924م) فعاد مفتوناً به مأسورا بشخصيته، ولم يلبث أن اصبح أحد رجاله والعاملين في ركابه. وكان نوري الشعلان، أحد مشايخ الرولة من قبيلة عنزة في بادية الشام في الثمانين من عمره عندما زار الملك عبد العزيز في مدينة الرياض، فقال له الملك عبد العزيز، وهو يشير إلى بعض من كانوا في مجلسه: أتعرف هؤلاء يا ابن شعلان. فقال: فيهم كرام من شمر. قال عبد العزيز، وأشار إلى أحدهم: هذا ابن فلان.. قتلت أباه بيدي،وهذا فلان ألقيته جريحاً أمام فرسي،وهذا فلان جاءني يوم كذا من ورائي يريد قتلي.هم كلهم اليوم ولله الحمد من رجالي وأخواني. قال نوري: سيفك طويل يا طويل العمر. قال عبد العزيز: ما أردت اصطناعهم وإنما أحللتهم في المكانة التي كانت لهم أيام سلطانهم. أنهم بين آل سعود كآل سعود.رشيد الناصر كان وكيلاً لابن رشيد في دمشق،ووسيطاً له مع العثمانيين يمده بالمال والسلاح. قال له عبد العزيز، بماذا أعاقبك؟ قال: بما تهوى، وما أنا بنادم على ما فعلت. قال: لقد أخلصت في خدمة صاحبك، وزال صاحبك،وما يزال فيك حس الإخلاص، فعد إلى دمشق وأنت وكيلي بها، وبقي مخلصاً لعبد العزيز إلى أن توفاه الله.
إبراهيم الطاسان كان أحد ضباط الملك علي بن الحسين الهاشمي، سأله أحد العرفاء في الجيش السعودي،وهو يتسلم الأسلحة من ضباط جيش الإشراف، ما اسمك؟قال: إبراهيم الطاسان. (وكان معروفاً بالشدة في قتال السعوديين) فقال له العريف:واللعنة. فرد عليه إبراهيم الطاسان بالمثل،وعلت الأصوات.ووصل الخبر الى عبد العزيز، فلما أدخل عليه عرف فيه الإخلاص فعينه مديراً للطيران،فصار من كبار ضباط الجيش السعودي.((وكانت لديه قدرة عجيبة على احتواء الآخرين من شتى الثقافات والانتماءات والخلفيات أخضع البدو بشهامته وسخائه ورجولته، بايعه الريحاني اللبناني المسيحي، الأمريكي الجنسية وفيلبي الملحد ممثل الإمبراطورية،وتلاميذه محمد عبده، والأفغاني في العالم العربي،وعشاق الخلافة من مسلمي الهند،وثوارليبيا،والوفديون في مصر،والوطنيون في سوريا والعراق، كلهم بايعوه زعيماً للعالم العربي،واعتبروه المنقذ للعالم الإسلامي)). كان له مستشارون من مختلف الجنسيات العربية؛ من سوري، ولبناني، ومصري، وليبي، وعراقي، وفلسطيني،عملوا له بإخلاص إلا فيما ندر.يقول عنه سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز: ((..فالملك عبد العزيز معروف عنه أنه يؤلف القلوب، وفي سيرته الذاتية، والمعروفة والمكتوبة والمسموعة في كل أنحاء البلاد وفي العالم.. من أهم ميزات الملك عبد العزيز- وهي كثيرة والحمد لله- أن خصمه ولا أقول:عدوه، أقول: خصمه يقلبه إلى أقرب الناس إليه، وهذا واضح في كل سيرته. وقال عنه المندوب السامي البريطاني، السيربرسي كوكس: عبد العزيز لم يخطئ قط. مدحه المفكر الإسلامي المعروف عباس محمود العقاد،وقال فيه شعراً، وقال عنه أحمد حسين، ذلك الرجل الاشتراكي الثوري: بعد ما عرفت من أمر هذا الرجل الفذ ما عرفت، أصبحت أهيم به كما يهيم الناس بالأبطال، ولقد كتبت عنه في مصر الفتاة صفحات توشك أن تتقد من الحرارة حرارة الحب والإعجاب.وقال عنه الكاتب محمد التابعي: ((.. ما من شخصية قابلت عبد العزيز وخرجت ضده، أليست ظاهرة تستحق التأمل والدراسة..)).
المصدر
http://www.al-madina.com/node/265573
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق