قراءة في أسباب عبقرية الملك المؤسس(4)
بر بوالديه
على مسافة ثلاثة أيام،خرج عبد العزيز يستقبل والده قادماً من الكويت بعد غياب دام إحدى عشرة سنة.وبعد استقرار الإمام عبد الرحمن،أرسل له عبد العزيز يقول:الإمارة لكم، وأنا جندي في خدمتكم. فرد عليه: إذا كان قصدك في استدعائي إلى الرياض لأتولى الإمارة فيها فهذا غير ممكن، ولا اقبله مطلقاً،ولا أقيم في المدينة إذا ألححت به.تدخل العلماء، فقالوا لعبد العزيز: على الابن أن يطيع أباه، وقالوا للإمام عبد الرحمن: أنت كوالد عبد العزيز رئيس عليه وبالتالي على أهل نجد.فقال الإمام عبد الرحمن:ولكن الإمارة له.فقال عبد العزيز:إني أقبلها بشرط أن يكون والدي مشرفاً على أعمالي دائماً، فيرشدني إلى ما فيه خير البلاد،ويردعني عما يراه مضراً في مصالحها. يقول الزركلي: (( وفي اجتماع عام حضر علماء الرياض وكبراؤها في باحة المسجد الكبير بالرياض، بعد صلاة الجمعة أعلن الإمام عبد الرحمن نزوله عما له من حقوق في الإمارة لكبير أبنائه عبد العزيز، وأهدى إليه سيف سعود الكبير، نصله دمشقي،وقبضته محلاة بالذهب،وقرابه مطعم بالفضة)).أراد الملك عبد العزيز السفر إلى الحجاز في أواخر سنة 1346هـ ، فدخل على والده يستأذنه،فقبل يده مراراً، وفي كل مرة يسأله، هل أنت راض عني. فيجيب الإمام في كل مرة: لاشك في ذلك، يقول الزركلي: (( وكان ذلك آخر اجتماع له بأبيه، وصوت رضاه الأبوي يرن في أذنه حتى هذه الساعة)).يقول حافظ وهبه: ((.. وقد لاحظت مرة في إحدى زوراتي للإمام عبد الرحمن والد الملك عبد العزيز أنه لا يقرأ الكتب التي ترسل إليه، ويردها مع الرسول كما هي، فسألته: لماذا لا تقرؤها؟ لقد أرسلها إليكم عبد العزيز: لتطلعوا عليها،ولترشدوه برأيكم إذا رأيتم فيها خطأ.فقال: ان عبد العزيز موفق، لقد خالفناه في آرائه كثيراً،ولكن ظهر لنا بعد ذلك أنه هو المصيب،ونحن المخطئون، ان نيته مع ربه طيبة، لا يريد إلا الخير للبلاد وأهلها، فالله يوفقه ويأخذه بيده، وان تنصروا الله ينصركم)). كان عمر الإمام عبد الرحمن قد جاوز المائة، وقد بلغ مرحلة من الضعف لا يقوى معها على المشي وتحمل التعب. وبينما كان يطوف بالبيت العتيق مع ابنه الملك عبد العزيز أدركه الإعياء فسقط على الأرض، وقد طاف ثلاثة أشواط فقط، فما كان من الملك عبد العزيز إلا أن حمله بيديه،وطاف به حتى أكمل بقية الطواف، لم يأمر أحداً من خدمه ومرافقيه بحمله، وإنما قام بذلك حرصاً على بره،وطلباً لرضاه.
المصدر
http://www.al-madina.com/node/265573
بر بوالديه
على مسافة ثلاثة أيام،خرج عبد العزيز يستقبل والده قادماً من الكويت بعد غياب دام إحدى عشرة سنة.وبعد استقرار الإمام عبد الرحمن،أرسل له عبد العزيز يقول:الإمارة لكم، وأنا جندي في خدمتكم. فرد عليه: إذا كان قصدك في استدعائي إلى الرياض لأتولى الإمارة فيها فهذا غير ممكن، ولا اقبله مطلقاً،ولا أقيم في المدينة إذا ألححت به.تدخل العلماء، فقالوا لعبد العزيز: على الابن أن يطيع أباه، وقالوا للإمام عبد الرحمن: أنت كوالد عبد العزيز رئيس عليه وبالتالي على أهل نجد.فقال الإمام عبد الرحمن:ولكن الإمارة له.فقال عبد العزيز:إني أقبلها بشرط أن يكون والدي مشرفاً على أعمالي دائماً، فيرشدني إلى ما فيه خير البلاد،ويردعني عما يراه مضراً في مصالحها. يقول الزركلي: (( وفي اجتماع عام حضر علماء الرياض وكبراؤها في باحة المسجد الكبير بالرياض، بعد صلاة الجمعة أعلن الإمام عبد الرحمن نزوله عما له من حقوق في الإمارة لكبير أبنائه عبد العزيز، وأهدى إليه سيف سعود الكبير، نصله دمشقي،وقبضته محلاة بالذهب،وقرابه مطعم بالفضة)).أراد الملك عبد العزيز السفر إلى الحجاز في أواخر سنة 1346هـ ، فدخل على والده يستأذنه،فقبل يده مراراً، وفي كل مرة يسأله، هل أنت راض عني. فيجيب الإمام في كل مرة: لاشك في ذلك، يقول الزركلي: (( وكان ذلك آخر اجتماع له بأبيه، وصوت رضاه الأبوي يرن في أذنه حتى هذه الساعة)).يقول حافظ وهبه: ((.. وقد لاحظت مرة في إحدى زوراتي للإمام عبد الرحمن والد الملك عبد العزيز أنه لا يقرأ الكتب التي ترسل إليه، ويردها مع الرسول كما هي، فسألته: لماذا لا تقرؤها؟ لقد أرسلها إليكم عبد العزيز: لتطلعوا عليها،ولترشدوه برأيكم إذا رأيتم فيها خطأ.فقال: ان عبد العزيز موفق، لقد خالفناه في آرائه كثيراً،ولكن ظهر لنا بعد ذلك أنه هو المصيب،ونحن المخطئون، ان نيته مع ربه طيبة، لا يريد إلا الخير للبلاد وأهلها، فالله يوفقه ويأخذه بيده، وان تنصروا الله ينصركم)). كان عمر الإمام عبد الرحمن قد جاوز المائة، وقد بلغ مرحلة من الضعف لا يقوى معها على المشي وتحمل التعب. وبينما كان يطوف بالبيت العتيق مع ابنه الملك عبد العزيز أدركه الإعياء فسقط على الأرض، وقد طاف ثلاثة أشواط فقط، فما كان من الملك عبد العزيز إلا أن حمله بيديه،وطاف به حتى أكمل بقية الطواف، لم يأمر أحداً من خدمه ومرافقيه بحمله، وإنما قام بذلك حرصاً على بره،وطلباً لرضاه.
المصدر
http://www.al-madina.com/node/265573
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق