قراءة في أسباب عبقرية الملك المؤسس(6)
تقدير العلماء
وكان الملك عبد العزيز مولعاً بالعلم، شغوفاً به، قل أن تمر عليه ليلة لم يستمع فيها إلى درس من تاريخ، أو أدب، أو تفسير، يقرأ عليه قارئ فصيح من تاريخ الطبري، أو تاريخ ابن كثير، أو تفسيره، أو كتاب الآداب الشرعية،وغيرها، وإذا انتهت القراءة كان يناقش الجالسين فيما سمعوه،ويطلب منهم إبداء آرائهم وملحوظاتهم،محيياً بذلك سنة سار عليها خلفاء صدر الإسلام،وصلحاء الأمة. حتى في سفره كان زاده العلم،لا ينقطع عن مدارسته والاستزادة منه، يروي يوسف ياسين في الرحلة الملكية إلى الحجاز،(وقد كان أحد مرافقيه في تلك الرحلة) أن في معيته عددا من العلماء،منهم الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ، قاضياً لجيشه، وإمامه في الصلاة، والشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ، الملقب بالصحابي، والشيخ عبد الله بن أحمد العجيري، والشيخ حمد بن محمد أبو عرف الخطيب، والشيخ عبد الرحمن النفسية، وأخوه حسين، وعبد الرحمن بن مشاري بن سويلم. فكان إذا استوى على راحلته نادى: العجيري فيقبل ويتلو آيات من الذكر الحكيم بصوت جهوري مؤثر،ويظل يتلو كتاب الله حتى يؤذن للفجر، وبعد أداء الصلاة،وشرب القهوة والركوب على الرواحل نادى: ابن الشيخ، فيقبل ويتلوا آيات بينات بصوت مؤثر خشوع، حتى طلوع الفجر،ويأمره بالسكوت،ويخلو السلطان بنفسه فيقرأ أدعية مأثورة من القرآن الكريم، أو مروية في الأحاديث الصحيحة، وكذا يفعل أكثر من في الركب،وبعد طعام الضحى (المضحى) والركوب على الرواحل نادى: ابن الشيخ، فيقرأ في صحيح مسلم ما يشاء، ثم يقرأ ما تيسر من السيرة النبوية من تاريخ ابن الأثير، فتحدث قراءتها أثراً كبيراً في النفوس،وبعد صلاة العصر، والمناداة بالرحيل،وبعد أن يستوي الناس على ظهور مطاياهم ينادي: ابن الشيخ، فيقرأ في كتاب (الترغيب والترهيب)، ثم في كتاب آداب بن مفلح، حتى إذا قاربت الشمس المغيب خلا بنفسه على راحلته،وقرأ الحزب الذي اعتاد قراءته كل مساء،وبعد صلاة المغرب وشرب القهوة، والركوب على الرواحل،نادى: ابن الشيخ، فبدأ حيث انتهى بالحديث في الصباح،وهكذا طيلة أيام الرحلة لا تنقطع صلته بالعلم والاستزادة منه. اهتمامات ثقافية
وكان الملك عبد العزيز يخوض في ميادين الكلام،ويناقش المختصين، يقيم عليهم حججه، ويفرض براهينه، ويدافع عن مذهب السلف، دفاع العالم المتبحر في علمه؛ يخوض في علوم التاريخ والآداب والشعر، فيثير الدهشة والإعجاب،وكان له اهتمام خاص بالشعر، وقد نقش على قصره:
لسنا وان أحسابنا كرمت يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
فقال بعض الأدباء عندما قرأ ذلك: ان علة الشرقيين أن يفعلوا مثل فعل أوائلهم، فأصلحها الملك: ونفعل فوق ما فعلوا.
المصدر
http://www.al-madina.com/node/265573
تقدير العلماء
وكان الملك عبد العزيز مولعاً بالعلم، شغوفاً به، قل أن تمر عليه ليلة لم يستمع فيها إلى درس من تاريخ، أو أدب، أو تفسير، يقرأ عليه قارئ فصيح من تاريخ الطبري، أو تاريخ ابن كثير، أو تفسيره، أو كتاب الآداب الشرعية،وغيرها، وإذا انتهت القراءة كان يناقش الجالسين فيما سمعوه،ويطلب منهم إبداء آرائهم وملحوظاتهم،محيياً بذلك سنة سار عليها خلفاء صدر الإسلام،وصلحاء الأمة. حتى في سفره كان زاده العلم،لا ينقطع عن مدارسته والاستزادة منه، يروي يوسف ياسين في الرحلة الملكية إلى الحجاز،(وقد كان أحد مرافقيه في تلك الرحلة) أن في معيته عددا من العلماء،منهم الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ، قاضياً لجيشه، وإمامه في الصلاة، والشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ، الملقب بالصحابي، والشيخ عبد الله بن أحمد العجيري، والشيخ حمد بن محمد أبو عرف الخطيب، والشيخ عبد الرحمن النفسية، وأخوه حسين، وعبد الرحمن بن مشاري بن سويلم. فكان إذا استوى على راحلته نادى: العجيري فيقبل ويتلو آيات من الذكر الحكيم بصوت جهوري مؤثر،ويظل يتلو كتاب الله حتى يؤذن للفجر، وبعد أداء الصلاة،وشرب القهوة والركوب على الرواحل نادى: ابن الشيخ، فيقبل ويتلوا آيات بينات بصوت مؤثر خشوع، حتى طلوع الفجر،ويأمره بالسكوت،ويخلو السلطان بنفسه فيقرأ أدعية مأثورة من القرآن الكريم، أو مروية في الأحاديث الصحيحة، وكذا يفعل أكثر من في الركب،وبعد طعام الضحى (المضحى) والركوب على الرواحل نادى: ابن الشيخ، فيقرأ في صحيح مسلم ما يشاء، ثم يقرأ ما تيسر من السيرة النبوية من تاريخ ابن الأثير، فتحدث قراءتها أثراً كبيراً في النفوس،وبعد صلاة العصر، والمناداة بالرحيل،وبعد أن يستوي الناس على ظهور مطاياهم ينادي: ابن الشيخ، فيقرأ في كتاب (الترغيب والترهيب)، ثم في كتاب آداب بن مفلح، حتى إذا قاربت الشمس المغيب خلا بنفسه على راحلته،وقرأ الحزب الذي اعتاد قراءته كل مساء،وبعد صلاة المغرب وشرب القهوة، والركوب على الرواحل،نادى: ابن الشيخ، فبدأ حيث انتهى بالحديث في الصباح،وهكذا طيلة أيام الرحلة لا تنقطع صلته بالعلم والاستزادة منه. اهتمامات ثقافية
وكان الملك عبد العزيز يخوض في ميادين الكلام،ويناقش المختصين، يقيم عليهم حججه، ويفرض براهينه، ويدافع عن مذهب السلف، دفاع العالم المتبحر في علمه؛ يخوض في علوم التاريخ والآداب والشعر، فيثير الدهشة والإعجاب،وكان له اهتمام خاص بالشعر، وقد نقش على قصره:
لسنا وان أحسابنا كرمت يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
فقال بعض الأدباء عندما قرأ ذلك: ان علة الشرقيين أن يفعلوا مثل فعل أوائلهم، فأصلحها الملك: ونفعل فوق ما فعلوا.
المصدر
http://www.al-madina.com/node/265573
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق