الأربعاء، سبتمبر ١٤

قراءة في عبقرية الملك المؤسس (2)

قراءة في عبقرية الملك المؤسس (2)




مؤمن بربه

يقول سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز في حديث له ضمن حوار تلفزيوني وثائقي عن الملك عبد العزيز: ((.. ان أهم خصلة في الملك عبد العزيز هي إيمانه بالله قبل كل شيء)). وقد نشأ الملك عبد العزيز في بيئة صالحة، رباه والده على كريم الأخلاق ونبل الخصال،وتعاليم الدين، التي تلقاها من نبعها الصافي، فكان رحمه الله وقافاً عند حدود الشرع، يكره المعاصي صغرت أم كبرت، محافظاً على الصلاة حتى في أحلك الظروف،وهو يواجه أخطر المواقف؛ ففي ليلة اقتحام قصر المصمك، وفي انتظار خروج عجلان، عامل ابن رشيد على الرياض، في تلك اللحظات المصيرية، يستيقظ عبد العزيز، ويصلي مع رفاقه، ويتجه إلى ربه خاشعاً متبتلاً.وعند ملاقاته لابن رشيد بالقرب من الدلم،حول نعجان، سرى عبد العزيز ليلاً،ودخل بيت شيخها عند انبثاق الفجر، فصلى ونام مطمئناً،واثقاً بنصر الله. وكان رحمه الله لا يشرب محرماً، ولا يشهد ولا يسمع منكراً،وهو في عبادته (( لا يتشدد تشدد المغالين، ولا يتهاون تهاون الكسالى المفرطين)) يقول عنه عبد الله القصيمي: ((..لا يقدم على كلام الله وكلام رسوله وكلام صحابته وأئمة الإسلام كلاماً. وهو يبدأ إذا ما احتج لمسألة سياسية كانت أو اجتماعية بكلام الله، وبكلام رسوله وصحابته إذا ما حضره شيء من ذلك..)). يتردد في مجلسه دائماً قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الأئمة،وقال الشاعر العربي. ومن كلامه: ((.. طالماً القرآن بين أيدينا،فلا خطر على ديننا)) لذا كان الملك فيصل رحمه الله يقول: (( البيت السعودي بيت دعوة قبل أن يكون بيت ملك)). ويقول سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز: ((.. هدف عبد العزيز هو إقامة دولة تحكم كتاب الله وسنة رسوله..)). كما يذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، “ان عبد العزيز رجل عقيدة” . لم يساير بعض الساسة الذين كانوا يجاملون الناس كسباً لتأييدهم، على حساب دينهم،وربما شاركوهم في بدعهم وخرافاتهم، بل إن إيمانه وقوة عقيدته جعلته يعمل على محاربة البدع والخرافات وتطهير الجزيرة مما يفسد على الناس عقائدهم.كانت قوة إيمان الملك عبد العزيز العامل الأساس في تكوين شخصيته،وكان رحمه الله كلما تشتد الأزمات يشتد،ويقوى ايمانه بالله.

المصدر:
http://www.al-madina.com/node/265573

ليست هناك تعليقات: